توافد الموريتانيون منذ الساعات الأولى من صباح اليوم الاثنين على باحة مسجد ابن عباس، وسط العاصمة نواكشوط، استعداداً للصلاة على جثمان الرئيس الأسبق سيدي محمد ولد الشيخ عبد الله، الذي توفي ليل الأحد/الاثنين بعد وعكة صحية مفاجئة.
وتجمهر مئات المواطنين القادمين من مختلف أحياء العاصمة، من أجل توديع أول رئيس مدني منتخب يحكم موريتانيا.
تصدر الحاضرين في باحة المسجد، عدد من أعضاء الحكومة، مع بعض الشخصيات السياسية المعروفة.
بينما فرض الأمن الموريتاني (الأمن الرئاسي والشرطة) إجراءات مشددة في محيط المسجد، وأغلقت جميع الطرق المؤدية إليه.
وأقيمت الصلاة بحضور الرئيس الموريتاني محمد ولد الشيخ الغزوانين وأفراد عائلة الفقيد.
ومن المنتظر أن يُدفن الرئيس الأسبق في مقبرة عائلته بمدينة «لمدن» في ولاية لبراكنه، حيث وُلد وتربى قبل أكثر من ثمانين عاماً.
وأعلنت موريتانيا الحداد الوطني ثلاثة أيام، بعد وفاة ولد الشيخ عبد الله، سابع رئيس في تاريخ موريتانيا وأول رئيس مدني منتخب.
ويعد الفقيد من مواليد سنة 1938 بولاية لبراكنة، جنوبي موريتانيا، حاصل على شهادة جامعية في الاقتصاد من جامعة «جرنوبل» بفرنسا، وسبق أن تقلد العديد من المناصب السامية، منها وزير دولة ووزير الاقتصاد ووزير التجهيز والطاقة ثم وزير الصيد والشؤون البحرية.
وخاض الفقيد تجربة العمل الدولي مستشاراً للصندوق الكويتي للتنمية.
أعلن سيدي محمد الشيخ عبد الله ترشحه للانتخابات الرئاسية في يوليو 2006، وانتخب يوم 25 مارس 2007 في الشوط الثاني بنسبة 52.89 في المائة من الأصوات المعبر عنها، ونُصب رئيساً للبلاد يوم 19 أبريل 2007.
أطيح بحكمه في انقلاب عسكري يوم 06 أغسطس 2008، لتدخل البلاد في أزمة سياسية خانقة انتهت باتفاق دكار يونيو 2009، وهو الاتفاق الذي جرى التفاوض عليه في دكار ولكن تم التوقيع عليه في نواكشوط.
وألقى الفقيد آخر خطاب سياسي خلال حفل توقيع الاتفاق، أعلن فيه اعتزال العمل السياسي، واختار البقاء في «لمدن» بعيداً عن الأضواء.
وعاد الفقيد إلى الواجهة العام الماضي حين وجه رسالة تهنئة إلى الرئيس محمد ولد الشيخ الغزواني، يوم تنصيبه، ويثمن «الخطوط العريضة» لبرنامجه الانتخابي.
وكتب الرئيس الأسبق في رسالته مخاطباً ولد الغزواني: «لا شك أن القيم الإنسانية النبيلة التي تتحلون بها، والتي أتيحت لي فرصة اكتشافها عن قرب، ستشكل دعما قويا لكم في هذا المسعى».