فتح معبر «الكركارات» يعيد الحياة للنشاط التجاري (فيديو)

0
514

عند البوابة الموريتانية من معبر «الكركارات» الحدودي، بدأ الوضع يعود تدريجياً إلى طبيعته، منذ إعادة فتحه مساء أمس السبت، فيما تقول المصادر إن أكثر من مائتي شاحنة عبرت الحدود، رقم سيتضاعف أكثر خلال الساعات المقبلة، وفق توقع مصدر في المعبر.

تتحرك الشاحنات في المنطقة العازلة تحت حماية الجيش المغربي، الذي أقام طوقاً أمنياً في المنطقة، فيما يرابط الجيش الموريتاني على طول الحدود، يراقب الوضع الهادئ منذ أن انسحب عناصر «البوليساريو» يوم الجمعة الماضي.

في غضون ذلك وقع تبادل لإطلاق النيران بين الجيش المغربي وجبهة البوليساريو، على طول الجدار الرملي، وفق ما أورد منتدى «القوات المسلحة الملكية – المغرب»، عبر صفحته على الفيسبوك.

وقال المنتدى إنه منذ يوم الجمعة الماضي «قامت ميليشيات البوليساريو باستفزازات عبر إطلاق النيران على طول الجدار الأمني، دون إحداث أي أضرار بشرية أو مادية بصفوف القوات المسلحة الملكية».

وأضاف المنتدى في المنشور أنه «تنفيذا لأوامر عدم التساهل مع أي استفزاز من هذا النوع، ردت العناصر الباسلة للقوات المسلحة الملكية بشكل حازم على هذه الاستفزازات، ما خلف تدمير آلية لحمل الأسلحة شرق الجدار الأمني بمنطقة المحبس»، وفق نص المنشور.

وتقع منطقة المحبس على الحدود المغربية – الجزائرية، وتبعد مئات الكيلومترات إلى الشرق من معبر «الكركارات»، الذي كانت الأوضاع فيه هادئة وطبيعية.

هدوء المعبر

الحركة في المعبر الموريتاني بدت طبيعية منذ مساء أمس، ما أعاد الحياة إلى المعبر المتعطل منذ أكثر من ثلاثة أسابيع، وفق تعبير «عبد الرحيم»، وهو شاب موريتاني يشتغل في بعض الأعمال الحرة القائمة على الحركة التجارية في المعبر، كخدمة صرف العملات لصالح القادمين من البوابة المغربية، وأغلبهم من سائقي الشاحنات.

عاد «عبد الرحيم» مع ساعات الصباح الأولى إلى المعبر، بعد ثلاثة أسابيع من الغياب، عاش فيها بطالة مؤقتة، بسبب إغلاق ناشطي جبهة «البوليساريو» للمعبر الحدودي بين موريتانيا والمغرب.

أظهر «عبد الرحيم» نشاطاً كبيراً وهو يتحرك بين الشاحنات القادمة للتو، يعرض عليهم خدماته، كصرف الأوقية مقابل الدرهم أو العكس، يدخل معهم في مفاوضات على سعر الصرف، يحرص على الفوز بأكبر قدر ممكن من الصفقات، فقد مرت أسابيع وهو من دون عمل، وعليه أن يُعوض خسائره.

يتحدث «عبد الرحيم» عن تجربته خلال الأسابيع الأخيرة: «منذ 25 يوماً، وأنا شبه عاطل عن العمل، هذا المعبر تعيش منه عشرات الأسر الموريتانية»، يواصل حديثه عن الأزمة: «لقد خنقتنا أزمة الكركارات، وتضرر منها التجار والمواطنون العاديون».

يعود «عبد الرحيم» بعد جولة أولى بين الشاحنات، إلى محل تجاري صغير لبيع المواد الغذائية، يجلس مع عشرات الشبان من أمثاله، منهم من يعمل في بيع بطاقات الشحن والتأمين وبيع الشاي وصرف العملات، وآخرون يوفرون أي خدمة يطلبها الزبون.

يتفق الجالسون في المحل على أنهم من دفع «الفاتورة الأكبر» خلال إغلاق المعبر الحدودي، يقول محمد ولد اياه إن الخسائر التي خلفها إغلاق المعبر لم تخلفها جائحة كورونا، ويضيف: «إن أزمة كورونا التي أدت إلى إغلاق الحدود، لم تؤثر على ممارسة التجارة في هذه النقطة، لأن شاحنات نقل البضائع والسلع لم تتوقف».

لا تستمر جلسة هؤلاء الشبان طويلاً، مع مقدم كل دفعة من الشاحنات، يتسابقون نحوها لعرض خدماتهم وبضاعتهم، بحثاً عن تعويض خسائر أيام الركود الطويلة.

انتعاش أسواق نواذيبو

تبعدُ النقطة الحدودية الموريتانية قرابة خمسين كيلومتراً إلى الشرق من مدينة نواذيبو، ثاني أكبر وأهم مدينة في موريتانيا، وعاصمتها الاقتصادية التي تنتج الأسماك، وتصدَّر منها خامات الحديد، وتقطنها طبقة عمالية نشطة.

أسواق الخضار في نواذيبو تأثرت كثيراً بالأزمة، كما تعطل عمل العديد من الشركات في المدينة، تعتمد في صناعتها على مواد أولية تستورد من المغرب، وتجار آخرون كانوا يصدرون بضائعهم إلى المغرب وجدوا أنفسهم يواجهون الكساد منذ أن أغلق المعبر، بالإضافة إلى شركات النقل اليومي بين المغرب وموريتانيا، تكبدت خسائر كبيرة.

اليوم عادت الحياة إلى السوق، وبدأت شاحنات الخضار المغربي تدخله مع ساعات الفجر الأولى، فأنعشت بذلك السوق وبدأت الحركة تعود إلى طبيعتها.

يؤكد «عبد الرحيم» الذي يقطن في نواذيبو منذ سنوات طويلة، أن سكان المدينة تضرروا كثيراً من إغلاق المعبر، ويضيف أن العديد من البضائع والسلع ارتفعت أسعارها بشكل جنوني خلال الأسابيع الأخيرة، ولكنها بدأت تعود إلى وضعها الطبيعي منذ مساء أمس.