قائد المنطقة العسكرية أمام المنقبين: الأمن فوق كل اعتبار

0
526

قال قائد المنطقة العسكرية الثانية اللواء آب ولد بابتي، في خطاب مساء أمس الثلاثاء أمام المنقبين عن الذهب، إن السماح لهم بدخول المنطقة العسكرية المغلقة يجب ألا يكون على حساب الأمن، مؤكداً أن «الأمن فوق كل اعتبار ولا مساومة فيه»، ودعاهم إلى احترام القوانين والتعليمات وإلا فإنهم يعرضون حياتهم للخطر.

جاء ذلك خلال انطلاق أكثر من 21 ألف منقب عن الذهب من مدينة ازويرات نحو منطقة الشكات، في أقصى شمال شرقي موريتانيا، على متن ألفي سيارة رباعية الدفع وشاحنة كبيرة، تحت إشراف شركة معادن موريتانيا والسلطات الإدارية والمنطقة العسكرية الثانية.

المدير العام لشركة معادن موريتانيا وهو يعرض مسار الطريق أمام المنقبين

وقال قائد المنطقة العسكرية مخاطباً المنقبين: «أطلب منكم أن تنطلقوا بهدوء، وأدعوكم لعدم التسرع، وتوخي الحذر»، كما دعا المنقبين إلى احترام المسار المحدد من طرف السلطات والذي يبدأ من ازويرات وينتهي في الشكات، مروراً بخمس محطات فيها طواقم صحية وسيارات إسعاف وصهاريج مياه ووحدات أمنية جاهزة، على حد تعبيره.

وأوضح اللواء أن الدولة «سخرت الكثير من الإمكانيات المادية والمعنوية» لضمان انطلاقة آمنة للمنقبين، مشيراً إلى أن «هناك 650 جندياً على الميدان، لتأمين المنطقة»، وأضاف: «أقول لكم هذا حتى تأخذوا كلامي على محمل الجد».

وأكد قائد المنطقة العسكرية الثانية أن «كل ما سيحدث على الميدان سيكون شفافاً ودقيقاً، وكونوا مطمئنين، لأن من يحاول التسلل إلى المنطقة العسكرية المغلقة، ستتخذ ضده الإجراءات».

وأضاف أن قانون المناطق العسكرية المغلقة الذي اعتمده مجلس الوزراء مؤخراً، يقول إن دخول أي منطقة عسكرية مغلقة من دون ترخيص وتنسيق مع السلطات فإنه «يعرض نفسه لإطلاق النار، أو أن تصادر ممتلكاته ويسجن من ستة أشهر إلى ثلاث سنوات».

وقال مخاطباً المنقبين: «نرجو لكم جميعاً الاستفادة، ولكن استفادتكم يجب ألا تكون على حساب الأمن ولا على حساب التنظيم»، قبل أن يضيف: «هناك وحدات أمنية جديدة انطلقت من بير أم اغرين وازويرات ولمغيطي، لديها تعليمات واضحة وصارمة، ومن يريد ألا يتعرض لإطلاق نار عليه أن يحترم نقطة الوصول المحددة في المسار عندكم»، على حد تعبيره.

وخلص قائد المنطقة العسكرية لدعوة المنقبين إلى «التكاتف والتعاون والتآزر»، وقال: «أنتم تستعدون لدخول منطقة خطرة جداً، وهنالك الكثير من الناس تتربص بالأمن، إلا أن الأمن فوق كل اعتبار ولا مساومة فيه، وعليكم أن تكونوا جنوداً مجندة لبلادكم».

من جانبه قال المدير العام لشركة معادن موريتانيا حمود ولد امحمد، في خطاب أمام المنقبين، إنه يتمنى «التوفيق والأمن والأمان لجميع المنقبين، خلال الانطلاقة وفي المسار الطويل (800 كيلومتر)، وخلال الاستخراج الأولي»، وطلب منهم «عدم الإفراط في السرعة».

وقال ولد امحمد إن هنالك أمور تابعة للإدارة قامت بها، وأخرى تتطلب التعاون بين الإدارة والمنقبين، مشيراً إلى أن السلطات وفرت خمس مراكز على الطريق نحو الشكات توجد بها طواقم صحية وسيارات إسعاف ووحدات أمنية، وأعطت إحداثياتها للمنقبين، حتى يلجأون إليها في حالة الضرورة.

وأوضح ولد امحمد أن جميع مطالب المنقبين تمت تلبيتها، بما في ذلك وجود ممثلين نقابيين في الشكات للتأكد من عدم وجود أي منقبين متسللين إلى المنطقة.

وحول استغلال منطقة الشكات، قال المدير العام لشركة معادن موريتانيا إن «كل منقب سيحصل على أربعة أمتار لينقب فيها، وإذا حدث وعثر أحد المنقبين على الذهب، فلا يفكر في الاحتكار، أنتم متوجهون إلى مساحة شاسعة تصل إلى 104 آلاف كيلومتر مربع، وقادرة على أن تكفيكم جميعاً».

وختم ولد امحمد كلمته للمنقبين بدعوتهم إلى «احترام قوات الجيش التي تحفظ الأمن، وتحمي الحوزة الترابية»، كما طلب منهم «التعامل بمسؤولية مع شباب شركة معادن موريتانيا، التي أنشئت لخدمتكم كمنقبين، بتعليمات وتوصيات من رئيس الجمهورية»، وفق تعبيره.

وانطلق مساء أمس الثلاثاء أكثر من 21 ألف منقب عن الذهب من مدينة ازويرات متوجهين إلى «الشكات» داخل المنطقة العسكرية المغلقة، وهي المنطقة التي يعتقد المنقبون أنها غنية بالذهب.