عند البوابة الموريتانية من معبر «الكركارات» الحدودي، بدأ الوضع يعود تدريجياً إلى طبيعته، منذ إعادة فتحه مساء أمس السبت، فيما تقول المصادر إن أكثر من مائتي شاحنة عبرت الحدود، رقم سيتضاعف أكثر خلال الساعات المقبلة، وفق توقع مصدر في المعبر.
في غضون ذلك وقع تبادل لإطلاق النيران بين الجيش المغربي وجبهة البوليساريو، على طول الجدار الرملي، وفق ما أورد منتدى «القوات المسلحة الملكية – المغرب»، عبر صفحته على الفيسبوك.
وقال المنتدى إنه منذ يوم الجمعة الماضي «قامت ميليشيات البوليساريو باستفزازات عبر إطلاق النيران على طول الجدار الأمني، دون إحداث أي أضرار بشرية أو مادية بصفوف القوات المسلحة الملكية».
وأضاف المنتدى في المنشور أنه «تنفيذا لأوامر عدم التساهل مع أي استفزاز من هذا النوع، ردت العناصر الباسلة للقوات المسلحة الملكية بشكل حازم على هذه الاستفزازات، ما خلف تدمير آلية لحمل الأسلحة شرق الجدار الأمني بمنطقة المحبس»، وفق نص المنشور.
وتقع منطقة المحبس على الحدود المغربية – الجزائرية، وتبعد مئات الكيلومترات إلى الشرق من معبر «الكركارات»، الذي كانت الأوضاع فيه هادئة وطبيعية.
هدوء المعبر
الحركة في المعبر الموريتاني بدت طبيعية منذ مساء أمس، ما أعاد الحياة إلى المعبر المتعطل منذ أكثر من ثلاثة أسابيع، وفق تعبير «عبد الرحيم»، وهو شاب موريتاني يشتغل في بعض الأعمال الحرة القائمة على الحركة التجارية في المعبر، كخدمة صرف العملات لصالح القادمين من البوابة المغربية، وأغلبهم من سائقي الشاحنات.
أظهر «عبد الرحيم» نشاطاً كبيراً وهو يتحرك بين الشاحنات القادمة للتو، يعرض عليهم خدماته، كصرف الأوقية مقابل الدرهم أو العكس، يدخل معهم في مفاوضات على سعر الصرف، يحرص على الفوز بأكبر قدر ممكن من الصفقات، فقد مرت أسابيع وهو من دون عمل، وعليه أن يُعوض خسائره.
يتحدث «عبد الرحيم» عن تجربته خلال الأسابيع الأخيرة: «منذ 25 يوماً، وأنا شبه عاطل عن العمل، هذا المعبر تعيش منه عشرات الأسر الموريتانية»، يواصل حديثه عن الأزمة: «لقد خنقتنا أزمة الكركارات، وتضرر منها التجار والمواطنون العاديون».
يتفق الجالسون في المحل على أنهم من دفع «الفاتورة الأكبر» خلال إغلاق المعبر الحدودي، يقول محمد ولد اياه إن الخسائر التي خلفها إغلاق المعبر لم تخلفها جائحة كورونا، ويضيف: «إن أزمة كورونا التي أدت إلى إغلاق الحدود، لم تؤثر على ممارسة التجارة في هذه النقطة، لأن شاحنات نقل البضائع والسلع لم تتوقف».
لا تستمر جلسة هؤلاء الشبان طويلاً، مع مقدم كل دفعة من الشاحنات، يتسابقون نحوها لعرض خدماتهم وبضاعتهم، بحثاً عن تعويض خسائر أيام الركود الطويلة.
انتعاش أسواق نواذيبو
تبعدُ النقطة الحدودية الموريتانية قرابة خمسين كيلومتراً إلى الشرق من مدينة نواذيبو، ثاني أكبر وأهم مدينة في موريتانيا، وعاصمتها الاقتصادية التي تنتج الأسماك، وتصدَّر منها خامات الحديد، وتقطنها طبقة عمالية نشطة.
اليوم عادت الحياة إلى السوق، وبدأت شاحنات الخضار المغربي تدخله مع ساعات الفجر الأولى، فأنعشت بذلك السوق وبدأت الحركة تعود إلى طبيعتها.
يؤكد «عبد الرحيم» الذي يقطن في نواذيبو منذ سنوات طويلة، أن سكان المدينة تضرروا كثيراً من إغلاق المعبر، ويضيف أن العديد من البضائع والسلع ارتفعت أسعارها بشكل جنوني خلال الأسابيع الأخيرة، ولكنها بدأت تعود إلى وضعها الطبيعي منذ مساء أمس.