Site icon mauritanialive

ترشح موريتانيا لرئاسة «الكاف» والدبلوماسية الموازية

جاء لقاء فخامة رئيس الجمهورية السيد محمد ولد الشيخ الغزواني مؤخرا، مع رئيس الاتحادية الموريتانية لكرة القدم أحمد ولد يحي، بمثابة أكبر دعم معنوي ووطني من الدرجة الأولى، لخطوات هذا الأخير في طريق التتويج على رئاسة الاتحاد الإفريقي لكرة القدم (كاف).

إن تسلم فخامة رئيس الجمهورية لنسخة من ملف ترشح ولد يحي لرئاسة الكاف، كان بداية المشوار الحقيقي لمعركتنا المصيرية؛ معركة جميع الموريتانيين من أجل النصر، وقيادة أكبر وأهم كيان رياضي للكرة الإفريقية، بعد النجاحات المتواصلة لمنتخبنا الوطني (المرابطون) على الصعيد الإفريقي، خاصة بعد تتويجه بلقب أفضل منتخب في أفريقيا عام 2018، وهي نتائج جيدة من ثمرات الأداء الإيجابي للاتحادية الموريتانية لكرة القدم ورئيسها الطموح أحمد ولد يحي، سرعان ما ازدادت وتيرة تألقها بتأهل موريتانيا لبطولة كأس الأمم الإفريقية،  لأول مرة العام الماضي 2019، هذا إضافة إلى نجاحات متواصلة للكرة الموريتانية؛ خاصة على الصعيد الإفريقي بعد طول سبات وركود شديدين.

والحقيقة أن تبني موريتانيا رسميا لملف ترشح مواطنها ولد يحي؛ لرئاسة الاتحاد الإفريقي لكرة القدم، من خلالها استقباله من طرف فخامة رئيس الجمهورية، كان إشارة قوية وحاسمة بأهمية هذا الموضوع لدى فخامته، في إطار الدبلوماسية الموازية لموريتانيا اليوم، وأهمية تفعيل إشعاعها في الخارج، خاصة في محيطها الإفريقي، الذي ظلت تلعب فيه دورا تاريخيا متميزا على أكثر من صعيد.

ولقد رسخ فخامة رئيس الجمهورية مفهومه العميق لرسالة الدبلوماسية الموازية، عندما أشرف على استلام الدفعة الأولى من السفراء الجدد في عهده، لرسائل تكليفهم ومهامهم الدبلوماسية؛ عندما جاء في خطاب معالي وزير الخارجية -باسمه – إسماعيل ولد الشيخ أحمد، ضرورة وأهمية حضور موريتانيا وترسيخ مكانتها في جميع المحافل الرياضية والثقافية؛ والحرص على مشاركة موريتانيا في أهم تلك الأحداث بالدول المعنية؛ وتقوية وتطوير العلاقات معها في جميع المجالات.

وتأتي هذه الخطوة اليوم بدعم موريتانيا رسميا لترشح السيد أحمد ولد يحي لرئاسة الكاف، كأفضل تعبير عن نجاح وآفاق هذه الديلوماسية الموازية لبلادنا، وأول ملف من الحجم الكبير في صميم هذه الدبلوماسية المستنيرة، يقف وراءه رئيس الجمهورية بعد عام ونصف فقط من مأموريته الأولى، إدراكا منه لأهمية الرياضة وكرة القدم بصفة خاصة، في نسيج العلاقات الموريتانية الإفريقية، والدور الرائد الذي يجب أن تلعبه موريتانيا في هذا السياق.

لقد حقق السيد أحمد ولد يحي الكثير من الإنجازات لكرة القدم الموريتانية، ووضعها على خارطة أهم المنتخبات العربية والإفريقية، ضمن مجهود جبار يذكر فيشكر، بدأ مشواره منذ انتخابه على رأس الاتحادية الموريتانية لكرة القدم 2011، مكرسا طموحه الوثاب من أجل موريتانيا الرياضية؛ رغم الكثير من الصعاب والتحديات، فراكم تجربة ثرية وبنى علاقات ثقة واسعة وراسخة، من أجل موريتانيا في مختلف الهيئات الرياضية الدولية، مثل الفيفا وفي العالم العربي وإفريقيا؛ وهي دبلوماسية إيجابية أحوج ما نكون لدعمها واستمرارها، في هذا العهد الجديد، الذي يريد أولا موريتانيا مزدهرة في الداخل، وذات إشعاع حقيقي في الخارج.

ولا شك أن قرب احتضان موريتانيا لبطولة الأمم الإفريقية للشباب أقل من 20 عاما؛ التي ستدور منافساتها في مدينة نواذيبو ما بين 14 فبراير و4 مارس 2021، ستكون عرسا كرويا أفريقيا فريدا من نوعه، يكرس من مكانة بلادنا الرياضية، كوجهة مقصودة لهذا المستوى من البطولات الرياضية والشبابية والإفرييقية، ويسلط الضوء إعلاميا أكثر، على ملامح نهضة رياضية منشودة في كل ولايات الوطن، من امبود إلى ضفاف كانصادو في الشمال، ومن النعمة شرقا إلى روصو جنوبا.

إن وصول موريتانيا لأول مرة -إن شاء الله- إلى رئاسة الاتحاد الإفريقي لكرة القدم؛ وبمواصفات مرشح مقتدر، يحمل كل مقومات الكفاءة والنجاح، يعتبر منعطفا هاما في مسيرة الرياضة الموريتانية، وتطور كرة القدم خصوصا؛ وهو مكسب حقيقي لموريتانيا اليوم رئيسا وشعبا، سيساهم في تعزيز دورها الدبلوماسي الإفريقي والعربي والعالمي، فالرياضة اليوم وكرة القدم تحديدا، هي جواز السفر الدبلوماسي الحقيقي وبلا حدود، في عالم باتت أصداء الملاعب فيه، أقوى من أصداء العولمة وأكبر مؤثر في ثقافة الشباب والحياة الاقتصادية والاجتماعية عموما.

وما علينا سوى أن نعزز هذه اللفتة الكريمة والأولى من نوعها، في دعم رئيس الجمهورية لترشح ابن موريتانيا البار أحمد ولد يحي لرئاسة الكاف، بمبادرة أخرى شعبية ووطنية واسعة، من خلال مختلف المنابر الإعلامية ومواقع  التواصل الاجتماعي، ومراكز النخبة الوطنية؛ في إطار حراك وطني واع وفعال، يحتفي بهذا الترشح ويضعه في مكانته الحقيقية، كواجهة جديدة لدبلوماسية موريتانيا الموازية، وقوتها الناعمة في تقديم صورتها الناصعة صورة ارض الرجال، صورة المرابطين، صورة موريتانيا اليوم، موريتانيا الرياضية، ذات الدور الملموس في حوار الثقافات والحضارات، والتفاهم بين الشعوب الإفريقية ودول العالم المتحضر، قنطرة لتعزيز قيم التسامح والانفتاح، والحوار بالتي هي أحسن، لتظل راية موريتانيا خفاقة في كل مكان وزمان.

سيدي ولد الأمجاد