Site icon mauritanialive

العقيد الدي ولد بمب ولد اليزيد.. حين تكون رفعة الوطن هدفا أسمى

لا أحد في موريتانيا يجادل في مستوى التطور القياسي والنجاحات المتواصلة على مستوى أداء قطاع الدرك الوطني على مدى السنوات القليلة الماضية؛ تماما كما لا يتردد أي مراقب يقظ يتابع الوضع الأمني في موريتانيا في تثمين تلك النجاحات والإشادة بها..

نجاحات عبر صداها المحيط الجغرافي الضيق للبلد، و انعكست نتائجها المشهودة داخل التراب الوطني وفي المحيط الإقليمي وحتى في مناطق خارج هذا المحيط بل وخارج القارة الإفريقية عموما.

لقد جاء التقرير السنوي الأخير لوزارة الخارجية الأمريكية بمثابة اعتراف وشهادة تثمن الدور المحوري لموريتانيا في مجال محاربة الاتجار بالبشر، وتشيد بمستوى التنسيق والدعم الذي تتعاطى به مع المجتمع الدولي لمواجهة تحديات هذا النوع من الجرائم العابرة للحدود.

نجاحات ميدانية باهرة دفعت سفير الولايات المتحدة الأمريكية في نواكشوط مايكل دودمان، يومها، إلى التشديد على مدى تطلع وزارة الخارجية الأمريكية وسفارتها بموريتانيا إلى مواصلة “التعاون المثمر مع هذا الشريك الأساسي”، سبيلا إلى تحقيق المزيد من تلك النجاحات.

لم تكن مثل هذه النتائج المبهرة لتتجسد بهذا المستوى اللافت والقياسي، في ظل اعتراف غالبية دول المنطقة وبعض الشركاء الاستراتيجيين الدوليين بفشل المقاربات الأمنية التي اعتمدوها لمواجهة تنامي الجريمة المنظمة العابرة للحدود، وفي مقدمتها الهجرة غير النظامية والاتجار بالبشر؛ لولا وجود قادة وضباط وضباط صف و أفراد يشكل الإيمان بموريتانيا والتحلي بأعلى مستويات روح التضحية والانضباط والمهنية، من امثال العقيد الدي ولد بمب ولد اليزيد، قائد الناحية الغربية للدرك الوطني، ورجاله الذين أبهر اداؤهم المتميز شركاء البلد في غرب وشمال القارة الإفريقية وفي جنوب أوروبا والهيئات الدولية المختصة على حد سواء؛ خاصة بعد سلسلة العمليات النوعية التي حققتها الناحية الغربية للدرك الموريتاني، والتي غيرت مسار وحسابات أكبر شبكات الهجرة غير النظامية وعصابات تهريب البشر و غيرها من أنواع الجريمة المنظمة العابرة للحدود؛ ولم يكن تفكيك واحدة من أخطر وأنشط تلك الشبكات الإجرامية مؤخرا في نواكشوط سوى واحدة من أبرز محطاتها.

لقد تمثلت تلك العملية الأمنية النوعية، بكل المقاييس، للدرك الوطني، في القبض على عشرات الأشخاص من جنسيات أجنبية (غرب إفريقيا) كانت تلك العصابة تتأهب لإرسالهم عبر امواج المحيط الاطلسي باتجاه اوروبا، حيث تنشط في عمليات تهريب البشر انطلاقا من مدينة نواكشوط؛ فقد بلغ مجموع الموقوفين في العملية، التي أشرف عليها وقادها العقيد الدي ولد بمب ولد اليزيد، قائد الناحية، 150 فردا، تمكنوا من دخول الأراضي الموريتانية بطرق غير قانونية، عبر عصابة تعمل في تهريب البشر تمهيدا لمساعدتهم على العبور إلى أوروبا.

كانت العملية بمثابة نجاح إضافي لقطاع الدرك الوطني وناحيته الغربية بقيادة العقيد ولد اليزيد بالدرجة الاولى؛ ومكسبا وطنيا للبلد بشكل عام؛ علما بأنها جاءت ثمرة مسار من الجهود المتواصلة التي استمرت على مدى أسابيع، وأثمرت عن توقيف عشرات المهاجرين من جنسيات مختلفة، كما تم ضبط قطع من زوارق مطاطية وبراميل تستخدم في تعبئة الوقود ومعدات وتجهيزات أخرى مختلفة.

لقد كان لكل تلك النجاحات الميدانية، بطبيعة الحال، صداها ووقعها الإيحابي، ليس على الصعيد الوطني فحسب، وإنما على المستوى الدولي؛ وهو ما تجلى في تزايد اهتمام الشركاء الدوليين المحوريين بدور موريتانيا الريادي في مجال التصدي لظاهرة الاتجار بالبشر وإحباط أكثر عملياتها خطورة وكثافة.

فبعد الدعوة التي تلقاها رئيس الجمهورية محمد ولد الشيخ العزواني، دون غيره من قادة القارة الإفريقية للمشاركة في قمة بباريس (فرنسا) مؤخرا، وتلك التي أداها لمقر حلف شمال الأطلسي ببروكسيل حيث تم الاحتفاء به بشكل لافت غطته كبريات الفضائيات والمحطات التلفزيونية والإذاعة عبر العالم؛ جاءت الدعوة التي تلقاها من رئيس المجلس الأوروبي بالعاصمة البلجيكية أيضا، لتؤكد مدى محورية الدور الموريتاني في ضمان الأمن المستدام في منطقة الساحل الإفريقي، وبالتالي المساهمة الفاعلة في الحد من انتشار الجريمة المنظمة العابرة للحدود وفي طليعتها تهريب المهاجرين والاتجار بالبشر.

و طبيعي، والحالة هذه، أن تشكل زيارة وزير الداخلية و اللامركزية محمد سالم ولد مرزوگ الحالية لإسبانيا، بدعوة من الحكومة الإسبانية، محطة بارزة في سياق هذا الاهتمام الدولي المتزايد بموريتانيا.